يعتبر هذا الكتاب مُلهمًا ومُعينًا على تحدّي الذات، ومواجهة الصعوبات، ورسم الدرب الذي يرغب القارئ في المسير من خلاله، لا المسير على ما رسمه وخططه الآخرون، ويجدر أن ننوه هنا إلى أنّ الكاتب لم يتوقف لحظة عن اعتبار نفسه تلميذًا ولو للحظة واحدة، قد يكون له من الناس أستاذٌ أو كاتبٌ أو طبيعة، أو تجربة، وذلك هو أسلوب الكاتب في الحياة التي يحياها. يعتبر الكاتب التوقف عن التعلم موتاً، كما أنّ انتظار آراء الآخرين فيما يقوم به المرء هو موتٌ آخر، لذلك نرى أن الكاتب قرر أن يكون ما يُريد أن يكون، كما يعلمنا الكاتب من خلال روايته أن يمشي في الدرب كما يمشي الواثقُ من نفسه، لا يهمه الوصول إلى غايته بقدر ما يهمه الاستمرار في السير نحو تحقيق غايته ومبتغاه، فالدروب التي يمشيها الإنسان كفيلة بتشكيله.