كتاب "كلمة الليل في حق النهار" للكاتب الليبي إبراهيم الكوني هو عمل أدبي وفلسفي يمزج بين التأملات الوجودية والحكمة المستوحاة من التراث الصحراوي. يتناول الكتاب ثنائية الليل والنهار بوصفها رمزًا لصراع الإنسان الأزلي بين النور والظلمة، المعرفة والجهل، اليقين والشك، الحياة والموت.

يستعين الكوني بلغته الشعرية المكثفة وأسلوبه الرمزي ليطرح أسئلة كبرى عن المعنى، المصير، والبحث عن الحقيقة. فالليل عنده ليس مجرد زمن، بل هو مجاز للحيرة والاغتراب، في حين أن النهار يمثل الكشف والبصيرة. ومن خلال هذه الثنائية، ينفتح النص على أبعاد صوفية وميتافيزيقية تعكس رؤية الكوني للعالم كفضاء روحي تسكنه الأسئلة أكثر مما تسكنه الإجابات.

الكتاب يجسد تجربة الكوني في الجمع بين السرد الحكائي، والحكمة الفلسفية، والتأمل الصوفي، ليمنح القارئ نصًا غنيًا بالرموز والدلالات، ينسجم مع مشروعه الإبداعي الكبير في استلهام الصحراء كفضاء أسطوري وروحي.