القصص والروايات القصيرة المنشورة في هذا الكتاب لليف تولستوي (1828 - 1910) كتبها هذا الكاتب الروسي العبقري على مدى نصف قرن، وتشمل نماذج من مجمل إبداعه. في عام 1851 يسافر تولستوي، وهو في الثالثة والعشرين من العمر، إلى القفقاس لزيارة أخيه الضابط في الجيش الروسي، الذي كان يقوم بعمليات حربية هناك. والحياة في القفقاس تغني ليف تولستوي كإنسان، وككاتب، فيتعرف عن كثب على طباع الجنود والضباط التي صورت بعد وقت قصير في قصص القفقاس الحربية. وينضم ليف تولستوي إلى الجيش كطالب عسكرية، ويشترك في العمليات القتالية. وبعد إحدى الطلعات القتالية في الجبال يكتب قصة "غارة" التي يستهل بها هذا الكتاب. كتب الكسندر بوشكين: كلمات الشاعر هي أفعاله. وهذه حقيقة عظيمة تنطبق بدرجة غير اعتيادية على ليف تولستوي الذي ظل يتحدث ويكتب بإخلاص متناه عما توصل إليه بضروب الاستقصاء الروحي المجهد، والمعاناة المضنية. ونحن نقرأ في كتاب يومياته: يقتطع الشاعر من حياته أفضل ما لديه، ويضعه في إبداعه وكتابتي هي أنا. ما حدثنا ل. تولستوي عن الحياة الروسية يقارب ما حدثنا به أدبنا كله... وكتبه تظل مدى القرون تذكاراً لعمل دؤوب قام به عبقري. مكسيم غوركي.