تدور عجلة الحياة عند البوذيين عبر ستة عوالم. يسكن كل منها مخلوقات تمثِّل جوانب الوجود الإنساني. اسم الكتاب مستوحى من أحد هذه العوالم: «عالم الأشباح الجائعة»، حيث تسكن كائنات لا تني تبحث خارج نفسها عن شيء لكبح جماح توقها النهم إلى الراحة أو الرضا. ويظل الخواء مستمرًا لأنها لا تعرف إلام تحتاج، وما دامت عالقة في هذا العالم، لن تعرف أبدًا.
يتناول الكاتب طبيعة الإدمان بكل تعقيداته. فمن خلال تجاربه في العمل طبيبًا مع المدمنين في أحد أفقر أحياء كندا وأشدها بؤسًا، وبالاستعانة بحكايات شخصية وبحوث علمية ومقابلات مع خبراء ومدمنين، يأخذنا ماتيه في رحلة داخل عقل المدمن لاستكشاف أسباب الإدمان وأصوله، التي قد تعود إلى بواكير الطفولة، بل ومنذ كان المرء جنينًا لا يعي شيئًا. ثم يحدِّثنا عن تأثيراته الداخلية والخارجية ويطرح سُبلًا واقعية لعلاجه.
كما يتحدى المعتقدات الشائعة حول الإدمان، منتقدًا تجريم المدمنين والحرب على المخدرات على السواء، مؤكدًا أنه ليس فشلًا أخلاقيًا أو اختيارًا يتخذه المرء بملء إرادته. بل هو نتاج صدمات نفسية وضغوط واحتياجات عاطفية غير مُلباة تسوق الإدمان بكل أنواعه. ويتحدى القارئ لاكتشاف ميوله الإدمانية الخاصة، التي قلما يخلو إنسانٌ منها في مجتمعنا.