لا يعلم أحد ما يجول بخاطره؛ فهو شخص غامض للجميع بنظراته التي لا تفارقه أبدًا. جلس على المقعد بإهمال، ثم استند برأسه للخلف؛ لتمر أمامه ذكراها التي ترفض تركه، تطارده أينما كان، ومهما حاول أن يخرجها من ذهنه تلاحقه بتشبث كلماتها التي تتردد بصدى قلبه، هي له الجنون والعشق، حُرِم منها وحُرِمت منه ليصبح بلا هوية. ترك الغرفة بل القصر بأكمله، وخرج يستنشق الهواء؛ لعله يشفى جرحه العميق، ذهب بعيدًا عن الجميع ليحظى ببعض الأمان، ليضعف قليلاً فلا بأس بذلك؛ جلس على الرمال الملتهبة بحرارة الشمس الحارقة كنيران قلبه التي تشبه الجحيم بدونها، بدون حب زهرته الفواحة، صرخ بصوت تملأه الآلام والأوجاع، صرخ قائلاً بصوت يملأه التواسلات:
ليث: يا ألله أرح قلبًا ذاق العذاب من أقرب الناس إليه، أرح قلبًا قدَّم الخير وحصد الشر، أرح قلبًا تمنى الهناء بمعشوقته ولم يحظ بها، أرحني يا ألله.