ماذا فعلْتَ يا بيبرس ليُسلَّطَ عليك هذا الشيطانُ ، أهي روح قطز الغاضبة عادت تنتقم ؟ أم أنه حليفٌ له من الجنِّ جاء يطلب بثأره ؟ الويل لك يا بيبرس مما فعلتَ . عندما وصل الفرسانُ إلى نهاية الطريق المنحدرِ من قلعة الجبل وجدوا أغربَ ما رأوه في حياتهم ، كياناً متشحاً بالسوادِ جلس على حصانه يقطعُ عليهم الطريق ، وجدوا ما أوحى لهم بأنه غير بشري ، يخرج من فمه زفيرٌ أشبه بالدخان الأسود ، و عيناه تشعان بنور أصفر قاتم يظهر من خلف لثامه ، يسمعون صوت أنفاسه تزمجر كالنمر الهائج ، و ما إن رآهم انقض عليهم و كأنه كان في انتظارهم ، و ما إن انتهى منهم في معركة لم يتمكنوا حتى من معرفة تفاصيلها حتى أدار فرسه نحو أبواب القلعة متجها إلى هدفه الذي يعرفه جيداً و هو الانتقام من كل قتلة سيف الدين قطز و على رأسهم من يجلس على كرسي الحكم .. السلطان الظاهر بيبرس .