تميز عام 1905 في تاريخ التحليل النفسي بعاصفتين: الأولى أثارها نشر ثلاثة مباحث في نظرية الجنس، والثانية هبت في أعقاب نشر هذا النص المعروف بإسم "حالة دورا".
والواقع أن العاصفتين كانتا متوقعتين، وثلاثة مباحث في نظرية الجنس كان من المحتم أن يكون لها وقع الفضيحة، وهذه الفضيحة وجدت ما يغذيها ويؤجج جذوتها حين نشر فرويد تقريره عن حالة دورا.
وكان من جملة المآخذ التي انهالت عليه أنه خان سرّ المهنة ونشر على الملأ تفاصيل الحياة الخاصة والحميمة لمريضة كانت وضعت ثقتها فيه، ولا سيما أن هذه المريضة كانت صبية في الثامنة عشرة من العمر وأن الميول التي عزاها إليها فرويد في تحليله كانت ميولاً جنسية مثلية.
أهمية هذا الكتاب تنبع من كونه: أول تقرير مفصل وعيني عن التحليل النفسي لحالة عصابية، علاوة على كونه تطبيقاً عملياً للنظريات التي عرضها فرويد في كتابه الكبير: تفسير الأحلام.