البوابات الكونية لميره المنصوري

3.500 JOD

على خالف السائد في كثير من األعمال الروائية، التي تكون الرواية مبنية حبكتها وجوهرها على أحداث من الماضي أو الحاضر، تستحضر المؤلفة ميرة المنصوري، في روايتها “البوابات الكونية ” المستقبل. وتضع هذا المستقبل بتقنياته الصناعية والحضارية وثورته االتصالية، كواقع تعيشه البشرية اآلن، وهي بهذا تنقل القارئ بمهارة نحو عقود أو قرون قادمة، وعندما تريد المؤلفة أن تستحضر الماضي، فإنها في الحقيقة تستحضر الحاضر الذي نعيشه اآلن، كونه في الرواية بمثابة زمن إنتهى. لكن جوانب الدهشة ال تتوقف هنا، حيث تأخذ القارئ نحو رحالت في عوالم من الكون الفسيح، وتجيد بمهارة ربط هذه العوالم ببعض من األساطير التي تعايش معها اإلنسان طوال حقب زمنية ضاربة العمق في الزمن. كما أنها تبحر و في َكو ٍن تتوغل آخر متفرد بحد ذاته ، َكون موجود في كل ّي في كل نفس بشرية ينتظر استكشافه شخص ،كون داخلّي في كل نفس بشرية ينتظر استكشافه. “البوابات الكونية” عمل روائي متنوع ضم بين جوانبه الخيال والرعب، واالبتسامة، و حالة الوعي اإلنساني بعناصرها و معادالتها التي تستعرض الحالة اإلنسانية بصفة عامة عندما تتلبسها المشاعر واألحاسيس والقيم العديدة، مثل الوفاء واألمل و اليقين والخيبة والخديعة، وكأن المؤلفة ميرة المنصوري، تريد القول أن اإلنسان هو نفسه في الماضي والحاضر والمستقبل. لكن المعنى الحقيقي، الذي تؤسس له الرواية، يتمثل في سعي اإلنسان االزلي نحو المعرفة، وتفسيره للظواهر ومحاوالته لفهم الكون الذي يعيش فيه و الكون الذي بداخله. “البوابات الكونية” رواية كتبت بعقل يستحضر المستقبل و يتخطى الحدود المعروفه للمنطق و يسبر أغوار النفس البشرية.

Recently viewed