رواية "مذبحة الفلاسفة" هي عمل تاريخي من تأليف الروائي الفلسطيني السوري تيسير خلف، صدرت عام 2016 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت. تستعرض الرواية السنوات الأخيرة من حياة مدينة تدمر في عصر ملكها أذينة، وتسلط الضوء على دور الفلاسفة في مشروع المدينة الفاضلة الذي قادته الملكة زنوبيا. تُروى الأحداث بلسان كاهن تدمر الأكبر في عهد الملكة زنوبيا، مما يضفي على السرد بعدًا شخصيًا وعاطفيًا.

الرواية تبرز التحديات التي واجهتها تدمر، خاصة بعد الهجوم الذي شنته قوات الإمبراطور الروماني أورليانوس بمساعدة بعض القبائل العربية، مما أدى إلى سقوط حكم زنوبيا في العام 275م. بعد ذلك، تم أسر الملكة وأعضاء مجلس حكمائها (الفلاسفة) ونقلهم إلى حمص حيث أُقيمت محكمة رومانية حكمت عليهم بالإعدام، بينما وُضعت الملكة تحت الإقامة الجبرية في قصر تيبور قرب روما حتى وفاتها.

تتميز الرواية بأسلوبها الأدبي الرفيع، حيث تمزج بين التاريخ والخيال، وتقدم رؤية نقدية للمفاهيم والأفكار الشائعة عن تدمر ومشروعها الحضاري. كما تسلط الضوء على العلاقات التي أقامتها المملكة مع المحيط الإقليمي، مُظهرةً امتداد علاقاتها التجارية إلى مصر والسودان، والجزيرة العربية، وبلاد ما بين النهرين، وشمالًا إلى بحر القلزم، وغربًا في البحر المتوسط.