الحياة ليست سينما لجدو كريشنامورتي

3.500 JOD

لماذا نشعر بالتعاسة عندما لا ننال ما نريد؟ ولماذا يجب أن نحصل على ما نريده؟ نفكر أنّ هذا من حقنا، أليس كذلك؟ لكن لماذا لا نسأل أنفسنا لمَ علينا امتلاك ما نريد فيما لا يستطيع ملايين الناس تأمين ما يحتاجون؟ أضف إلى ذلك، لمَ نريد هذا الشيء أو ذاك؟ هناك حاجتنا للطعام والكساء والمأوى، لكننا لا نرضى بهذا، نريد أكثر بكثير، نريد النجاح، نريد الاحترام والحبّ وأن يتطلع الناس إلينا بإعجاب، نريد السلطة، نريد أن نكون خطباء وقديسين وشعراء مشهورين، نريد أعلى المناصب، نريد أن نكون رؤساء وزراء ورؤساء.
لماذا نريد كلّ هذا؟ لماذا كلّ هذه الرغبة الملحّة بالمزيد والمزيد والمزيد؟ تدل هذه الرغبة على أنّنا مستاؤون وساخطون، لكن من ماذا؟ من أنفسنا؟ أنا على هذا النحو، لكنّي لا أحبّ ذلك، وأريد أن أكون ذاك، أظنّ أنّي سأكون أكثر جمالاً في ثوبٍ أو معطفٍ جديدٍ، لذا أريده، وهذا يعني أنّي غير راضٍ بما أنا عليه، وأعتقد أنّ بإمكاني الهرب من استيائي عبر الحصول على المزيد من الملابس، والمزيد من السلطة وهلم جرا.
لكن الاستياء ما زال هناك، وكل ما فعلته هو تغطيته بالملابس أو بالسلطة أو بالسيارات، لذا علينا أن نجد طريقة لفهم حقيقتنا، فمجرّد تغطية أنفسنا بالممتلكات والسلطة والمنصب لا معنى لها، لأنّنا ما زلنا تعساء.

Recently viewed