تدور أحداث رواية "السيدة التي حسبت نفسها سوسة" حول فتاة يتيمة تدعى رئيفة، والتي فقدت والديها في سن مبكرة وتعيش مع أختها الكبرى هندة في منزل عمها بالريف. كانت حياتها تدور حول الأعمال المنزلية، ولم تجد لنفسها مكانًا وسط هذا الصخب حتى قررت أخيرًا استئناف دراستها التي توقفت عنها وهي صغيرة. ومن هنا تبدأ قصة رئيفة برحلتها بعيدًا عن حياة الريف التقليدية، متجهة إلى القاهرة لاستكمال تعليمها.
انتقلت رئيفة إلى المدينة واستقرت في شقة بمنطقة العباسية مع زميلاتها الطالبات. التحقت بكلية الألسن بجامعة عين شمس، وكانت تعتمد على نفسها بالعمل في وظائف متعددة إلى جانب دراستها. وفي إحدى وظائفها، تعرفت رئيفة على محمد، الشخص الذي أحبته بشدة. لكن القارئ يبقى متسائلًا: هل محمد شخصية حقيقية في حياة رئيفة أم أنه نتاج خيالها الواسع؟ حتى رئيفة نفسها تشعر بالشك حول حقيقة وجوده.
**تقول رئيفة: “لا أستطيع أن أُحصي عدد المرات التي شككت فيها. قد تكون غير موجود إلا في مخيلتي، كما تقول أختي هندة. لكن في لحظاتي الأخيرة، آمنتُ أنك حقيقي وتعيش في مكان ما، وتعرفني. وربما كنت محظوظة لدرجة أنك حدثت شخصًا عني وقلت له: ‘كنت أحب امرأة تدعى رئيفة. كانت تُعد الشاي كما لو كانت تصلي، وتحلم ببيت صغير في الغابة حيث تطلق شعرها المتموج للريح، وكانت تحبني وأرادت أن نكبر معًا على وسادة واحدة.’”
تتناول الرواية أيضًا قصص زميلات رئيفة في السكن، كل منهن تمتلك حكاية خاصة تعطي القارئ صورة غير واضحة عما إذا كانت نهايتها حزينة أم سعيدة. وتضم الرواية العديد من الإسقاطات السياسية على الأحداث التي شهدتها مصر مؤخرًا، من شغب وسقوط قتلى بشكل عشوائي. إحدى صديقات رئيفة في السكن قُتلت برصاصة طائشة خلال إحدى تلك الأحداث.
تبدأ الرواية برسائل تكتبها رئيفة إلى محمد، الشخصية التي تترك للقارئ مهمة اكتشاف حقيقتها بنفسه. لكن بدلاً من ذلك، يجد القارئ نفسه في حالة من الذهول، غير قادر على تحديد مشاعره حيال النهاية الغامضة.