تتناول رواية "جامع الفراشات" قصة موظف كتابي يكسب مبلغ 73 ألف جنيه إسترليني في مقامرة على مباراة لكرة القدم. وبعدئذ يقوم باختطاف طالبة في كلية الفنون الجميلة ويسجنها في البدروم بمنزله إلى أن تلفظ أنفاسها الأخيرة وتموت. وهذا الموظف الكتابي ليس له أصدقاء على الإطلاق وليست لديه مشاعر عميقة وقوية إزاء أي شيء، كما تنقصه روح الفكاهة والمداعبة علاوة على أنه لا يبدي أيه قوى جنسية. كما أن لغته تتسم بأنها لغة جافة ومبتذلة، علاوة على أنه قد حصل على قسط من التعليم الرديء بالمدارس مما جعل أفكاره تافهة وجعله غير قادر على إدراك أي شيء يقع إلى ما وراء نزواته. وهو لم يسبق له أن قام بالإدلاء بصوته في الإنتخابات، علاوة على أنه لم يسبق له أن عاش بعيداً عن منزله باستثناء الفترة التي أمضاها في الخدمة العسكرية. وهو لديه فكرة سيئة للغاية عن نفسه مما جعله لا يحاول الإرتقاء بنفسه أخلاقياً أو ثقافياً أو روحياً.
وانطلاقاً من هذه الفكرة البسيطة يصدر جون فاولز في رواية "جامع الفراشات" – التي تعتبر من أفضل الروايات التي ظهرت في الأدب الحديث – جوانب الرجل يتسم بالشخصية الضعيفة؛ فهو يصف ضعف فرديناند كليج وتأثير ذلك على الناس الآخرين ويتناول الحقائق التاريخية والسيكولوجية التي أدت إلى ظهور هذا الضعف في شخصية كليج، فهو ليس لديه ما يقدمه للآخرين وذهنه يخلو من أية معلومات مفيدة.