لو أننا نمعن التفكير قبل القيام بأى فعل , في النتائج المترتبة عليه , نفكر أولاً في النتائج الفورية ثم المحتملة وبعدئذ الممكنة , وأخيراً تلك التي يمكن تخيلها , فلن نخطو أبداً أبعد من النقطة التي تتوقف عندها محاكمتنا الأولي . فالخير والشر المتأتيان عن كلماتنا وأفعالنا متكافئان , إذ يستمر أحدهما في إتساق معقول وطريقة متوازنة , خلال الأيام اللاحقة وربما إلي ما لا نهاية , في حين لا نكون موجودين لنري نتائجه لنهنئ أنفسنا عليها أو نعتذر . رواية تختصر قضايا كثيرة في مجتمعاتنا البشرية تحت عنوان : "العمى". يصاب رجل فيها بالعمى ولكنه عمى ممن نوع أخر حيث يرى الشخص الأشياء باللون الأبيض وسرعان ما انتقل العمى للمجتمع بأكمله بإستثناء إمرأة واحدة لم تصب لسبب غير معروف فتعيش معاناة تقول لنفسها: ما أصعب أن يكون المرء مبصرا في مجتمع أعمى" وذلك لأنها قادرة على رؤية كل ما يحدث من طغيان وسرقة ونهب وأعمال مخلة يقوم بها الأخرون للحصول على لقمة العيش وترى الإستبداد والديكتاتورية الذي يفرضها البعض ليعانوا منها الكثير. رواية رائعة تعرض الواقع الذي تعيشه مجتمعاتنا ولكن بطريقة رمزية حيث ترمز إلى العمى الفكري وهو الجهل.