كتاب "القدس في جغرافيا الروحية الإسلامية" للباحث محمد باروت يتناول المكانة الروحية والفكرية للقدس في الوعي الإسلامي عبر التاريخ. يعرض المؤلف كيف شكّلت المدينة المقدسة محوراً مركزياً في العقيدة الإسلامية، ليس فقط من خلال ارتباطها بالمسجد الأقصى كأولى القبلتين وثالث الحرمين، بل أيضاً باعتبارها فضاءً لتجليات الروحانية الإسلامية وتجاربها الصوفية والفكرية.

يبحث الكتاب في الأبعاد الدينية والثقافية والسياسية التي جعلت من القدس رمزاً جامعاً للأمة الإسلامية، ويبرز دورها في المخيال الديني كمدينة مباركة مرتبطة بالإسراء والمعراج، وكحلقة وصل بين السماء والأرض. كما يتوقف عند موقعها في الوجدان الإسلامي مقارنة بالديانات الأخرى، مبرزاً التداخل بين البعد الجغرافي والبعد الروحي.

العمل يمثل محاولة لإعادة قراءة القدس ليس فقط بوصفها مدينة مقدسة ذات تاريخ سياسي متنازع عليه، بل كجغرافيا روحية إسلامية متكاملة أسهمت في تشكيل الهوية الدينية والثقافية عبر العصور.